مصطلحات النكبة الفلسطينية .. "قانون أملاك الغائبين"

"قانون أملاك الغائبين": هو قانون إسرائيلي أقره "الكنيست" (البرلمان) عام 1950، يشرعن بموجبه الاستيلاء على الأراضي والممتلكات التي تعود للفلسطينيين الذين هجروا منها ونزحوا عنها إلى مناطق أخرى نتيجة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين 1948، والذي يسمح بموجبه بوضع ممتلكاتهم تحت تصرف "القيّم على أموال الغائبين"، والذي يمثّل الدولة العبرية.
و"القيّم" الاحتلالي على أملاك الفلسطينيين هو موظف يعين من قبل وزير المالية الإسرائيلي، حيث وُضعت كل أملاك الغائبين في يده ومنحت له صلاحيات واسعة في التصرف بها بشتى الطرق، حتى بيعها، كما يحق له وضع اليد على أملاك الفلسطينيين حين يجد ذلك مناسبًا، بمجرد الإعلان كتابيًا عن أي شخص أو جماعة بأنهم غائبون.
وسمح هذا القانون للاحتلال بالاستيلاء والسيطرة على الآلاف من المنازل والعقارات وملايين الدونمات، كما وهدف إلى منع عودة أي من المهجرين الفلسطينيين إلى أراضيهم وممتلكاتهم التي تركوها قبل حرب 1948 أو أثنائها أو بعدها.
وقد طبق على نطاق واسع جداً إذ استولى "القيّم" على أراضي حوالي ثلاثمائة قرية عربية متروكة أو شبه متروكة تزيد مساحتها على ثلاثة ملايين دونم، أي الغالبية العظمى من أراضي الملكية الخاصة في الأرض المحتلة. وشملت الأراضي المستولى عليها مساحات واسعة من الأراضي الخصبة، والتي تقدر بحوالي 280 ألف دونم منها الكثير من البيارات والأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة.
كما تم بموجب "قانون أملاك الغائبين" الاستيلاء على ما يزيد على خمسة وعشرين ألف بناء، تحوي أكثر من سبعة وخمسين ألف مسكن وعشرة آلاف محل تجاري أو صناعي، وحولت هذه الأبنية إلى شركة "عميدار" لإسكان المستجلبين اليهود فيها. واستولت السلطات الإسرائيلية بموجب هذا القانون على ما يزيد على ربع مليون دونم من أراضي المواطنين الفلسطينيين الذين ظلوا في الأرض المحتلة بعد عام 1948.
ويشمل تعريف "الغائبين" بحسب القانون الإسرائيلي، السكان الفلسطينيين الذين غابوا بتاريخ 1 أيلول (سبتمبر) 1948 من الأراضي الواقعة تحت سيادة الدولة العبرية: الذين نزحوا إلى الدول العربية، وأيضا الذين هجرّوا إلى قرى ومدن الجليل والمثلث، والتي لم يكن الجيش الإسرائيلي لغاية التاريخ المحدد في القانون- (الأول من أيلول 1948)، قد احتلها بعد. ومع انتهاء الحرب كان الجليل قد أصبح داخل إسرائيل، وتم ضم قرى كثيرة من المثلث إلى إسرائيل. إلا أن هذه الحقيقة لم تلغ تعريف أولئك السكان باعتبارهم غائبين، وقد أصبح لهؤلاء الآن مكانة خاصة فأطلق عليهم مصطلح "الغائبون الحاضرون".(pls48)