كل التقدير...الناصرة: الحاجة ام سهيل 85 عاما تتخرج من الكلية الشرعية

ما نشره يوسف بطو من الناصرة على صفحته على الفيس بوك:
هذه امي الغالية، الحاجة ام سهيل ، عمرها 85 سنة ، ربنا يطول بعمرها ونربح من بركتها.
بالامس امي الغالية تخرجت من الكلية الشرعية لعلوم والاحكام في الشريعة الاسلامية (3 سنين تعليم بمواد ليست سهلة).بالاضافة لحفظها لكل القرآن الكريم عن غيب. وقد كان حلم امي الكبير ان تتخرج من كلية وان تلبس ملابس التخرج، لقد كانت امي فرحة جدا ومنفعلة جدا من تحقيق حلمها، ولقد نزلت دموعي بسبب رؤيتي لفرحتها وانفعالها الكبير ووجودي وقت تحقيق حلمها الكبير!
انا فخور جدا بامي الغالية واحمد الله على اني ابن لهذه الانسانة الرائعة المميزة، روحها عالية جدا، ومليئة بالايمان.
لامي الكثير من الفضل على تقدمي بالحياة بشكل مباشر او غير مباشر، ورضاها علي قد فتح لي الكثير من الابواب الروحانية، احب امي واشكرها من كل قلبي على كل شيء، ببساطة امي هدية قيمة جدا بالنسبة لي.
اتمنى لكل شخص ان يحب امه على الاقل كما احب امي الغالية، حقا هذا الحب من الصعب وصفه كم يملىء القلب والروح.
بكل محبة يوسف بطو "
وما نشرته الفنانة الفلسطينية المتألقة دلال أيو أمنة :
"الحجّة جهاد بطو تنهي اللقب الأول في علوم الشريعة في عمر ال 85!
"إم سهيل" هي نموذج نسائي فلسطيني يحتذى به قولا وفعلا.. هي إبنة لعائلة من قرية المجيدل تم تهجيرهم بالكامل بعد النكبة ولجوءهم إلى مدينة الناصرة لتترعرع فيها. وبالرغم من عدم توفر الظروف لإستكمال تعليمها الابتدائي ووصولها فقط للصف الثالث، إلا أنها إستمرّت في تعليم وتثقيف ذاتها من خلال أولادها، والتي كانت تدرس معهم المواد لتدرّسهم إياها، مرحلة تلو الأخرى، حتى بلغوا المرحلة الثانوية.
وبالرغم من ضيق الحال وشحّ الموارد، إلا أنها أصرّت على إلتحاق أبنائها بالجامعات وتحمّلت نفقات دراستهم بنفسها. كانت تعمل في مهنة الخياطة لتعيل أبنائها السبعة، وقد فقدت منهم إثنين عندما كانا في جيل الطفولة، لكن هذه الضربات المتتالية جعلتها أكثر قوّة وتمسكا بإيمانها بالله وبما كُتبَ لها في اللوح المحفوظ وضمن الخطة الإلهية التي أتت من أجل إتمامها في هذه الحياة. فإستمرت في العطاء والإجتهاد من أجل تقدمها الروحاني وتعمّقت في العديد من المواضيع وأخدت تدرس اللغات وفنون الخياطه، وإتخذت القرآن ملاذاً لها في هذه الدنيا، فحفظته عن ظهر قلب.ولكي تفهمه بعمق أكبر، قررت في عمر ال 81 أن تدرس الشريعة والفقه على أصولهما في كلية الشريعة- كفر برا، لتنال بعد ثلاث سنوات اللقب الأول فيها.
وللمعلومات فإن جميع أبناء الحجة جهاد درسوا وتألقوا في مجالات عملهم في سلك التربية والتعليم والتمريض والطب، وأحد أبنائها هو طبيب القلب المتميز والخبير بعلاجات الطاقة صديقي العزيز الدكتور نادر بطو، والذي بات أحد أهم الخبراء العالميين في علوم العلاج بالطاقة اليوم.
حقا للحجّة جهاد من إسمها نصيب كبير.. فهي التي جاهدت من أجل الإستمرار في العطاء، رغم التهجير والإغتراب والفقدان وضيق الحال، ورغم كبر السن الذي لم يمنعها بل دعمها للإستمرار في جهاد النفس وتزكيتها.
نفتخر ونعتز بك الحاجّة جهاد بطو "