نحن وأنتم جميعا في قفص الاتهام، ولا تبحثوا عن مبررات.. بقلم: ابنة عرابة جوليا بشناق

نحن وأنتم جميعا في قفص الاتهام، ولا تبحثوا عن مبررات..
بقلم: ابنة عرابة جوليا بشناق..(معلمة ومربية صاعدة اختصاص تربية خاصة، لغة عبرية والعسر التعلمي).
أرجو تعميم هذه التهمة لأن كل من يقرأ الآن متهم ايضًا.
علينا ان نخجل ونشعر كالضحية والمجرم معًا.
نحن كلاهما ونحن من كتب عنوان المكتوب.
يكفي !
لا اعلم ان شاهدتم البرنامج العبري "מה אתם הייתם עושים״
هذا البرنامج يستعرض ويمتحن الضمير لدى الإنسان في ردة فعله اتجاه افعال تحدث أمامه من قبل ممثلين لتستفز الانسانية والأخلاق.
مع الأسف نحن لسنا بحاجة لبرامج لتمتحن الضمير.
قد فات الاوان على السؤال: ماذا تفعل لو كنت..؟
لقد كنا ومازلنا نرسب في الامتحان.
حتى الآن لا افهم كيف يمكننا ان نثور ونعاتب بشكل افتراضي
كان هناك العشرات من النساء والرجال..
لقد خطر في بالكم تصوير اللحظات ولكن لم يخطر في بالك ان تهرول مسرعًا لتكون انسانًا على ارض الواقع ليس من وراء الشاشة.
لا يجوز لكم رمي الكلمات هنا وهناك.
أين الفعل الواجب؟
ما يستثني هذه الحادثه ويندرها عن غيرها أنها لأول مرةٍ في وضح النهار، أمام ناظركم.
اي انه لديكم الوقت والفرصه للتدخل وربما الانقاذ.
لما لا؟ هل خفت؟ ولكن لما لم تخف حين مسكت هاتفك لتوثيق دماء تسرف أمامك؟
هذه حقيقه، نحن ننتظر مصيبة لنتحدث ونخمن ونتسلى بها.
نحن جميعنا كالطالب الجامعي الذي حُرم من مهنة المحقق البوليسي لذا يصب حرمانه وموهبته في كل شاردة وواردة.
صمت وحياد كل من تواجد هناك هو جريمة اكبر في رأيي انا.
من صّور وحاول التوثيق ليكون المرسل الاول واذاعة لندن الاولى كالبطل هو المجرم الابشع والاوحش في نظري.
اكاد اجزم انه لولا المفاهيم التي نرسخها في انفسنا لما حصل ما حصل..
بعض من المفاهيم
انا مالي؟ "ولاد عم ببعض"
انا مالي؟ "زلمه وبنته وبربيها"
انا مالي؟" زلمه ومرته وابصر شو عامله احنا مالنا نتدخل"؟
انا مالي؟ "يمكن يقتلني بدالها"؟
جميع من تواجد ولم يتصرف، راودته هذه الافكار ومنعته من التصرف بإنسانية.
اذا اجتمع الغضب والكبرياء في الانسان معًا يتحول الى أشرس كائن حي تحركه المشاعر وليس العقل، ولكن هل جميعكم كان عقلكم عاطل عن العمل؟
لذا لا تعتقد انك بريئ ايضًا ، انت يا من تواجد ليصمت المجرم الاكبر.
انت اعنف واشرس.
حتى انك ضعيف خالي من مشاعر الانسانية وربما مريض نفسي لتفتح هاتفك لتوثق دماء وقتل وتكمل طريقك وتعود الى البيت تروي وتكتب وتلقي النظريات.
يكفي الآن، انا ألقي العتب والحق وجزء من التهمة على عاتقنا نحن.
نحن شركاء في قتل كل انثى حتى الآن.
لذا لا تنشروا ولا تكتبوا ولا تمنحوا انفسكم صلاحية ليست لكم.
صلاحيتكم هي الإنسانية فقط وعندما تتجردون منها لا تمثلوا وتخدعوا.
اخيرًا اختلفت الاسماء والوجوه والبيئة ولكن المجرم واحد والضحية واحدة فطمة.
القضية واحده.
لا تشعروا بالأسف على اهل الضحايا ولا بالعتب او العار على أهل المجرم.
اشعروا بذلك اتجاه انفسكم.
في هذه البلد كلنا الأهل وتقع المسؤولية على عاتقنا في تربية الجميع.
وإن لم تشعروا سنبقى كما نحن وفطمة سيموت شعرها الأسود ولكنها ستبقى تركض لتطرق الأبواب مستنجدةً فلا يفتح باب من الابواب وتتلطخ السكين بالدم.