الذكرى السادسة لرحيل شاعر المقاومة والعروبة سميح القاسم

يُعتبر سميح القاسم أحد أعمدة الشعر العربي المعاصر، وواحداً من أهم شعراء المقاومة الفلسطينية، توحد مع قضية شعبه الفلسطيني وبيّن أبعادها الإنسانية العالمية، وبرزت في قصائده أبعاد الاعتزاز بالهوية العربية والتمسك بالأرض والتسامح الديني. تحوّل عدد من قصائده إلى أناشيد وأغانٍ ثورية صدحت بها الحناجر.
عاد سميح القاسم مع عائلته سنة 1941 إلى قريته الرامة، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة راهبات اللاتين وفي مدرسة الرامة 1945- 1953، ثم تابع دراسته في مدينة الناصرة في كلية "تراسنطة" ( (Terra Sancta 1953-1955، ثم في الثانوية البلدية 1955-1957. وهكذا يكون سميح قد تابع دراسته في سن التاسعة من عمره في إسرائيل بعد النكبة سنة 1948.
بدأ سميح القاسم نشاطه المهني في سلك التعليم الحكومي، فعمل مدرساً في المدارس الابتدائية في الجليل والكرمل، لكن وزير المعارف الإسرائيلي أصدر أمراً بطرده من العمل بسبب نشاطه الأدبي والسياسي الوطني، فاشتغل في مهن ووظائف عديدة، فعمل عاملاً في منطقة حيفا الصناعية، ومساعد لحام كهربائي وعاملاً في محطة وقود، ومفتشاً في دائرة تنظيم المدن في الناصرة. وفي سنة 1958، أسس سميح القاسم، الذي كان قريباً على الصعيد السياسي من "حركة الأرض" القومية العربية المحظورة، "منظمة الشبان الدروز الأحرار" شبه السرية.
كان سميح القاسم من أوائل الشبان العرب الدروز الذين تمردوا على قانون التجنيد الإجباري الذي فرضته السلطات الإسرائيلية على أبناء طائفته في إطار سياسة "فرّق تسد"، فبعد أن سيق بالقوة، سنة 1960، إلى الخدمة العسكرية، رفض أن يحمل السلاح، وأودع السجن إلى أن وافقت قيادة الجيش على تكليفه بمهمات غير عسكرية، فعمل أولاً في تعليم الجنود، ثم أُرسل إلى دورة تمريض في معسكر صرفند، ومنها إلى غرفة الموتى في مستشفى "رمبام" في حيفا.
بدأ سميح القاسم ينظم الشعر في سن مبكرة، وصدرت مجموعته الشعرية الأولى "مواكب الشمس" وهو في سن التاسعة عشرة، وصدرت مجموعته الشعرية الثانية " أغاني الدروب" سنة 1964، ولم يتوقف إبداعه الشعري حتى آخر سنوات عمره، ليصل إلى حد القول، في أحد الحوارات الأخيرة التي أجريت معه: "أفنيت عمري في خدمة القصيدة".