صدور "رحلة مع غوايات الإبداع" للدكتور نبيه القاسم

صدر عن دار الشروق عمان-رام الله هذه الأيام كتاب النّقد الجديد "رحلة مع غوايات الإبداع" ، للدكتور الكاتب الناقد نبيه القاسم وهو مجموعة دراسات تتناول الرواية الفلسطينيّة. لنخبة من كتّاب الرواية في الداخل والأراضي المحتلة والمنافي، خاصّة في أوروبا.
وقد قدّمتُ الدراسات بملاحظتين أراهما مهمّتين أكتفي بالأولى منهما، وأترك للقارئ مهمّة قراءة الملاحظة الثانية والدّراسات التي يشملها الكتاب.
حَذار من خُدّج الرّواية
الرّواية ديوان العرب: شعار أطلقه المرحوم النّاقد علي الراعي، ومعه النّاقد جابر عصفور، الذي قال "إنّ الزّمن هو زمن الرواية"، شعار دغدَغ مشاعرَ الأجيال الشابّة التي اعتقدت أنّ زمنَها المنتَظَر وصل، وعليها اقتناصه قبل فَوات الوقت، وسَدّ الباب أمامهم لدخول جَنّة الإبداع السّاحرة، فأخذنا نشهد، على اتّساع العالم العربي، والأراضي المحتلة، وهنا في الداخل الفلسطيني، هذا التّسابق على كتابة الرواية، حتى أنّ القصّة القصيرة أصبحت غيرَ ذي بال، والشعر فقدَ وهجَه بعد أنْ أخذت دورُ النّشر تبتعد عن نشر الدّواوين الشعريّة لقلّة طلبها وقُرّائها.
ونشهد هنا في الدّاخل، كما في الأراضي المحتلة وعالمنا العربي كما يقول الناقد سَعد البازعي أثناء تناوله لرواية الكاتب السّعودي محمد حسن علوان "موت صغير" التي فازت بجائزة البوكر لعام 2017 "إسْهالا كتابيّا تتحوّل فيه الروايات إلى نصوص لا رابط لها سوى استدرار انتباه القارئ بموضوعات أو أحداث تُدغدغ الحواس، أو تُثير الجَدَل على نحو سَطحيّ."(جريدة الشرق الأوسط 24/6/2017). وكثيرا ما يُفاجَأ القارئ باللغة الرّكيكة والعبارات والجُمل غير المترابطة، واستعمال مفردات وصور يرفضُها الأدب، وصفحات كثيرة يكتبها صاحبُها مُتنقّلا فيها من موضوع إلى آخر، واقتباس نصوص لكُتّاب كبار أو ذكر مَقولات مشهورة، مع إشارات يحسبُها ذكيّة، تُذكّر بالموضوع الرئيسي، وهدفه زيادة صفحات روايته! وشدّ القارئ إليه، وإبهاره بضخامة عمله وأهميّته.
وقد حذّر النّاقد العراقي عبد الله إبراهيم، في حوار له، نشرته صحيفة القدس العربي يوم 9.6.2017، من مثل هؤلاء المتطفّلين بقوله: "حذار من غُشَماء السّرد الذين يعبَثون بمَعاييره، ويُفسدون شروطه، وهم عدد غير قليل من هواة الكتابة غير المؤهّلين لخوضها، وأصطلح عليه "خُدّج الرواية" الذين ظهروا بدَواعي الجهل والغرور من غير استيفاء شروط السّرديّة."
*الكتاب يُطلب من دار الشروق في عمان ورام الله