قرية اقرث المهجرة

**لمحة تاريخية:
من الجائز أن يكون تاريخ اقرث يعود إلى أيام الكنعانيين الذين أقاموا في الموقع تمثالا يمثل اله صور ملقارات. وقد احتلها الصليبيون وسموها أكرف ولحق بها كغيرها من القرى دمار واسع أيام الحروب الصليبية لكن أعيد بناؤها لاحقا. تضم القرية مجموعة من الخرب التي تحتوي على بقايا مدينة وكنيسة وحصن ونواويس وصهاريج وأعمدة وأساسات ومعاصر ومدافن ما زالت اثارها حتى اليوم.
كانت القرية ملحقة بناحية تبنين ( لواء صفد) وكانت تدفع الضرائب على الماعز وخلايا النحل وعلى معصرتها التي كانت تستعمل للزيتون أو للعنب.
في أواخر القرن التاسع عشر كان عدد سكانها 100 نسمة تقريبا وكانت أبنيتها مشيدة الحجارة وفيها كنيسة حديثة وكانت تقع على تل تحيطه الأراضي الزراعية التي غرس سكان القرية فيها أشجار التين والزيتون.
كان التل الذي بنيت اقرث عليه يضم بعض الأرضيات من الفسيفساء وبقايا معصرة للعنب وقبورا محفورة في الصخر وصهاريج للمياه وأدوات من حجر الصوان وكان ثمة مواقع أثرية أخرى بالقرب من القرية.
**لمحة جغرافية:
تقع القرية على قمه من قمم الجليل الأعلى, تبعد25 كم شمال شرقي عكا وتبتعد 7 كيلومترات عن الحدود اللبنانية, تحيطها قرى معليا وترشيحا وفسوطة وخربة سمخ وتشرف من جهة الشرق على تضاريس متعرجة ومن جهة الغرب على وادي البصة ( الذي ينحدر نحو البحر). وكان يربطها بطريق عكا وراس الناقورة. وكذالك ترتبط بطرق فرعية لعدد لا بأس فيه من القرى حولها.... أنظر ألخريطة أدناه
عندما رسم البريطانيون والفرنسيون الحدود بين لبنان وفلسطين في سنة 1923 ضموا اقرث إلى فلسطين. وكان سكان القرية يتألفون من 360 شخصا.
**مدرسة القرية:
بنت مطرا نية الروم الكاثوليك مدرسة ابتدائية في القرية في بداية الثلاثينات وكانت تابعه لأسقفية أبرشية صور, (حتى سنة 1933 ومن ثم لأبرشية عكا وسائر الجليل), كانت المدرسة في الطابق الأول من الأنطش وكانت عبارة عن غرفتين للتعليم وساحة بها بئر ماء.
عند تأسيس المدرسة كان في المدرسة معلم واحد يدعى المعلم فايز سلوم من يارون ثم تلاه معلمان, المعلم ميشيل غفري والمعلم وديع من علما الشعب ومن ثم المعلم ذيب الياس عطاالله من إقرث والمعلم ناصيف من علما الشعب والمعلم سمعان سليم سبيت من إقرث والمعلم فهد خوري من البصة.
في سنة 1945 باشرت إحدى المعلمات في مرافقة الراهبات لإستقبال عدد محدود من البنات كنواة لصف مدرسي. إحتوت المدرسة على الصفوف من الأول وحتى السابع وبعدها كان يتحول الطلاب لكلية الرابطة في البصة أو إلى ثانوية عكا.
**المعيشة:
اعتمد اهالي إقرث زراعة المواسم, حيث تبلغ مساحة أراضيها 24,591 دونم وهي موزعة على 15 قسيمة. أستغل قسم منه للزراعة والمراعي حيث امتازت القرية بزراعة التبغ والقمح. كما كثرت كروم الزيتون, التين والعنب. زرع الأهالي الخضراوات والفواكه للاستهلاك الذاتي. محاصيل التبغ بيعت لشركة التبغ في حيفا "قرمان ,ديك وسلطي". سدت الزراعة المحلية حاجات السكان وساد الإكتفاء الذاتي الزراعي في القرية.
في سنة 1944, كان ما مجموعه 1888 دونما مخصصا لزراعة الحبوب و458 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين منها 80 دونما حصة للزيتون غير إن معظم الأراضي كان حرجيا فيه البلوط والصنوبر
من الجدير بالذكر أن قسماً صغيراً من أراضي إقرث مستغل اليوم من قبل المستوطنين اليهود في مستعمرة شوميرا القائمة على أنقاض قرية طربيخا. إستغلال الأرض للزراعة فقط, بساتين أشجار فواكه وقسم مستغل كمراعي للأبقار وهو القسم الأكبر. أراضي إقرث غير مستغلة للسكن أو إقامة ثابتة من قبل أي مستوطنة من المستوطنات اليهودية المجاورة والتي أقيمت بعد تهجير السكان على أنقاض قرى أخرى مجاورة.
**دخول قوات الجيش الإسرائيلي لقرية إقرث:
في اليوم الثاني من "حملة حيرام". وصلت قوات الجيش الإسرائيلي لإقرث وكانت المنطقة خاليه من قوات جيش الإنقاذ, حين رفع أهالي إقرث العلم الأبيض على سطح الكنيسة في صباح يوم الأحد 31 من تشرين الأول من سنة 1948 ودخلت قوات كتيبه 92 من الجيش الإسرائيلي الى القرية بدون مقاومة حيث لم يكن بحوزة الأهالي اية أسلحة .
**تهجير السكان من إقرث:
في صبيحة يوم الجمعة 5/11/1948 طلب قائد الجيش المدعو موشيه إيرم من سكان القرية تجهيز أنفسهم للرحيل إلى الرامة لمدة أسبوعين, معللاً ذلك بالمحافظة على سلامة السكان في ظل تدريبات عسكرية في المنطقة الحدودية المجاورة لقرية اقرث. بدأ الترحيل عند فجر 6/11/1948 واستمر مدة ثلاثة أيام, وقد تم ترحيل السكان بواسطة شاحنات الجيش الإسرائيلي, أبقي في إقرث حوالي ستين شخصاً برفقة الخوري لحراسة البيوت كما ادعى ضباط الجيش لمدة ستة أشهر. بتاريخ 29/4/1949 رحّلت شاحنات الجيش المجموعة التي بقيت في إقرث لقرية الرامة وهكذا أُخليت القرية من أهلها تماما. خلال سنة 1949 اعلن وزير الدفاع عن المنطقة التي تقع فيها إقرث كمنطقة أمنية مغلقة.
بعد تهجير السكان من إقرث تاركين وراءهم بيوتهم الممتلئة تم نهب وسرقة محتويات البيوت وسرقة حجارتها واقتلاع كرومها الغنّاء ليتم فعلا تهجير البشر والحجر والشجر ومن ثم قام الجيش الاسرائيلي بتفجير بيوتها.
لم يبق من معالم إقرث اليوم سوى كنيسة الروم الكاثوليك وهي بناء من الحجارة ذو سطح مستو يعلوه برج مستطيل للجرس. وللكنيسة باب مستطيل يرتفع فوقه قوس مزخرف ونقوش في العتبة التي تعلوه. وفي الواجهة الرئيسية تشكيلة من الصلبان كل منها في مشكاة بما في ذلك صليب فوق القوس وصليب لاتيني كبير على الباب يحيط به صليبان صغيران على الربعين العلويين منه.
بنيت الكنيسة القائمة اليوم في إقرث سنة 1875, على أنقاض كنيسة أخرى سبقتها كانت قد بنيت سنة 1635, والتي كانت قد بنيت بنفس مكان كنائس سبقتها.
طول الكنيسة 11 متراً وعرضها 9.5 متراً, تعلوها في مركزها قبة مسدسة الشكل قطرها 220 سنتمترا. يرتفع ناقوس الكنيسة فوق زاويتها الجنوبية الغربية. شمل ملك الوقف مبنى الكنيسة وثلاث بيوت على الحائط الشمالي من الكنيسة والأنطش (بيت الكاهن) الذي كان مؤلفا من طابقين وبئر ماء وأرض وقف تصل مساحتها إلى 824 دونما.
تخدم كنيسة إقرث رعيتها حيث يجتمع أبناء الرعية في أول سبت من كل شهر للصلاة في كنيستهم كما ويواصل أهالي القرية بالقيام بمراسيم الأكاليل والعماد والاحتفال بالأعياد المسيحية بها.
راعي الكنيسة هو الأب سهيل فايز خوري ابن القرية.
عائلات اقرث
**أسماء عائلات إقرث كما ورد في سجل تعداد السكان وسجل العماد التابع لكنيسة إقرث عشية التهجير عام 1948.
أشقر ،أيوب ،بشارة ، جدعون، حداد ، حنا، خوري ، خياط، داود ، دوخي ، سبيت، شاهين ، طعمة ، عطاالله ، قسيس، مرون، يعقوب




